زراعة المانجو في مصر بين الماضي والحاضر – مدونة عادل عيسي

فاكهة المانجو ذات القيمة الغذائية العالية، ملكة الفاكهة المصرية وأبرزها في فصل الصيف، الفاكهة الإستوائية التي يرجع أصلها للهند، والتي دخلت مصر وتم زراعتها وإنتاج العديد من الأنواع منها وأصبحت مصر حالياً من أبرز الدول في زراعتها بأنواعها الرائعة. .وتُعد مصر من أهم دول العالم في إنتاج المانجو سنوياً، وهناك العديد من المحافظات -وأهمهم محافظة…

بواسطة.

شارك

زراعة المانجو فى الحاضر

فاكهة المانجو ذات القيمة الغذائية العالية، ملكة الفاكهة المصرية وأبرزها في فصل الصيف، الفاكهة الإستوائية التي يرجع أصلها للهند، والتي دخلت مصر وتم زراعتها وإنتاج العديد من الأنواع منها وأصبحت مصر حالياً من أبرز الدول في زراعتها بأنواعها الرائعة.

.وتُعد مصر من أهم دول العالم في إنتاج المانجو سنوياً، وهناك العديد من المحافظات -وأهمهم محافظة الإسماعيلية- التي تتميز بتربتها الساحلية و المناسبة  لزراعة المانجو، وزاد إنتاج المانجو منذ أن دخلت إلى مصر إلى الآن حتى وصل إلى زراعة  ما يقرب من 300 ألف فدان من المانجو سنوياً.

وتحتل زراعة المانجو في مصر المرتبة الثانية بعد زراعة الموالح، بسبب زيادة مساحة الأراضي المزروعة بالمانجو في محافظات مصر المختلفة، كما أنه تم استصلاح العديد من الأراضي لتزيد الرقعة الزراعية المنتجة للمانجو.

ويبدأ وقت حصاد المانجو من شهر يوليو ويستمر لشهر نوفمبرتقريباً من كل عام، ويُعد وقت حصاد المانجو من المواسم السعيدة  للمزارعين؛ وذلك لأهميتها الاقتصادية حيث تجلب زراعة المانجو لهم المال أكثر من زراعة باقي الفاكهة.

تاريخ زراعة المانجو في مصر

يرجع تاريخ زراعة المانجو في مصر إلى عهد الوالي محمد على باشا، فدخلت زراعة المانجو بلادنا في عام 1825م من مانجو ذات أصل هندي ،  ثم زاد استصلاح الرقعة الزراعية الملائمة لها، وزاد إنتاج المانجو عبر السنوات حتى وصلت مصر بمحاصيل المانجو المميزة إلى المرتبة الأولى عربياً والثامنة على مستوى العالم في زراعة المانجو.

وهناك بعض الأقاويل التي تذكر أن تاريخ زراعة المانجو في مصر يرجع إلى حقبة ما بعد الثورة العرابية؛ حيث يعود الفضل لإدخال المانجو إلى مصر إلى الزعيم المصري أحمد عرابي، وذلك بعد أن تم نفيه عقب أحداث الثورة العرابية إلى جزيرة سيلان، وهناك رأى المانجو وأعجبه مذاقها الاستوائي المميز، وأرسل إلى أحمد باشا المنشاوي أحد أهم أعيان محافظة الغربية بعض بذور المانجو وتمت زراعتها، وكل تلك الأقاويل سواء كانت حقيقية أم مجرد إشاعات فإنها لا تنفي أبدا أن زراعة المانجو في مصر أصبحت بعد ذلك من أهم المشاريع الزراعية للدولة المصرية بل وتميزت على مستوى العالم كله حتى يتم تصديرها من مصر لبعض الدول العربية والأوربية أيضاً.

المناخ المناسب لزراعة المانجو في مصر

تُصنَف المانجو أنها من الفاكهة الاستوائية؛ أي تحتاج لدرجات حرارة مرتفعة ما بين 30- 32 م كما تحتاج للتعرض المستمر لضوء الشمس حتى تنمو وتزهر بشكل سريع، ولا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة والرطوبة أبداً عند زراعتها حيث يعمل البرد على تلفها وتوقف النمو وزيادة انتشار الأمراض الفطرية بالمحصول.

وتنمو المانجو في المناطق الاستوائية الحارة وشبه الحارة، مثل جنوب شرق آسيا، وأفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وأمريكا الوسطى ومصر بالتأكيد.

وأهم أماكن زراعتها بالترتيب على مستوى العالم:

  1. الهند.

  2. الصين.

  3. تايلاند.

  4. المكسيك.

  5. إندونيسيا.

  6. باكستان.

  7. البرازيل.

  8. مصر.

  9. بنجلاديش.

  10. نيجيريا.

  11. الفلبين.

وتحتاج المانجو إلى تربة رملية خفيفة، فنرى المانجو دائماً ما يتم زراعته في المحافظات الساحلية ذات التربة قليلة الخصوبة، كما تناسبه التربة البركانية ذات نسبة الجير المرتفعة، وأما التربة الطينية العالية الخصوبة والتي غالباً ما تصلح للعديد من المحاصيل الزراعية فلا تصلح لزراعة المانجو أبداً؛ حيث أن المسافات البينية بين حبيباتها صغيرة جداً وتكاد تكون حبيبات التربة ملتصقة وذلك الأمر لا يصلح لزراعة المانجو، كما لا تصلح التربة الطفلية والتربة الملحية لزراعة المانجو إلا بإزالة تراب الجورة و تسميدها جيداً بالأسمدة العضوية.

وأما الرياح فتؤثر بشكل سلبي على أشجار المانجو؛ حيث تعمل الرياح الشديدة على زيادة عرضة فروع أشجار المانجو للتكسير، أو تتساقط الأزهار وتتشوه الثمار نتيجة الاصطدام بالأفرع، كما أن الرياح المحملة بالرمال تؤدي إلى حدوث جفاف في أشجار المانجو وتقلل من فرصتها في امتصاص الماء من التربة، ولذلك يحرص القائمون على زراعة المانجو بزراعة مصدات الرياح قبل زراعة بذور المانجو لتلاشي أي مشاكل قد تعيق من إنتاج المانجو.

أهم أماكن زراعة المانجو في مصر

تنتشر زراعة المانجو في محافظات مختلفة، وتحتل محافظة الإسماعيلية المرتبة الأولى في زراعة المانجو في مصر، ويقوم المزارعون  في محافظة الإسماعيلية بزراعة ما يقرب من 100 ألف فدان سنوياً، ومحافظة الشرقية بزراعة 27 ألف فدان تقريباً، ثم مدينة النوبارية الجديدة بما يقرب من 46 ألف فدان، ومحافظة السويس ب 15 ألف فدان تقريباً، ومحافظة البحيرة بما يقرب من 15 ألف فدان.

وتُعد محافظة الإسماعيلية هي المنطقة الرئيسية في مصر لزراعة المانجو، ويوجد بها أجود أنواع المانجو، وتنتج وحدها أكثر من 15 نوع من المانجو، لكل نوع مذاق ونكهة مختلفة ومميزة.

ويرجع زيادة إنتاج المانجو في الإسماعيلية إلى ملائمة التربة الصفراء الساحلية في تلك المحافظة بشكل كبير لزراعة المانجو، كما أن المناخ الحار هناك مناسب جداً لزراعتها، وكل تلك الظروف المناسبة جعلت من المانجو المحصول الأساسي لمحافظة الإسماعيلية، والذي يتم بيعه للأسواق المختلفة في كل أنحاء مصر، كما يتم تصديره للعديد من الدول الأخرى.

أبرز المشاكل التي تواجه زراعة المانجو في مصر

يذكر الخبراء بمجال الزراعة أن زراعة الأنواع المعروفة من المانجو في مصر وأهمها المانجو العويس قلت من الأسواق المصرية، ويرجع ذلك إلى ضعف إنتاجية الفدان مؤخراً في مصر بالمقارنة بإنتاجية الفدان في أماكن زراعة المانجو المختلفة مثل الهند والصين، وضعف الإنتاجية هو أبرز مشاكل إنتاج المانجو حالياً في مصر.

ويرجع ضعف إنتاجية الفدان للمانجو إلى أسباب مختلفة وأهمها:

  • مرض التشوه الخضري والزهري: يصيب هذا المرض العديد من أصناف المانجو في مصر والعديد من الدول مثل الهند والسودان وباكستان، وبسبب هذا المرض قل الإنتاج بشكل كبير، ويشمل العديد من أشكال التشوه فهناك تشوه في بذور الشتلات، وتشوه في الأزهار، وتشوه في الأفرع أيضاً.

  • تبادل الحمل: وهنا نجد تفاوت في إنتاج المانجو فنجد الأشجار تحمل الثمار في موسم ثم تقل أو تنعدم في موسم آخر.

  • التزهير المبكر: يحدث التزهير في ديسمبر قبل الوقت الأمثل للتزهير( وهو شهري مارس وأبريل)، وعند حدوث التزهير في أوقات الشتاء وانخفاض درجات الحرارة والتي بدورها تؤدي إلى عدم اكتمال نمو الأشجار.

  • التزهير مع عدم الإثمار: يحدث وأن تحمل أشجار المانجو العديد من الأزهار ولكنها لا تثمر وإن أعطت ثمار فتكون قليلة جداً.

  • التساقط: يحدث تساقط في مراحل نمو المانجو المختلفة، إما ثماراً أو أزهاراً، ويمكن أن يكون التساقط بشكل طبيعي في حالة عدم قدرة الأشجار على حمل الثمار بعد تلقيحها وتخصيبها، ويكون التساقط غير طبيعي في حالة ضعف الأشجار وسوء العناية بها، والخلل في عملية الري إما بتعطيش التربة أو زيادة استخدام الماء أثناء الري، كما أن عدم زراعة مصدات الرياح حول أشجار المانجو يزيد من عملية التساقط بشكل كبير.

  • التزاحم: عند زراعة الأشجار المتقاربة من بعضها البعض يحدث تزاحم وينتج عنه تظليل الرقعة الزراعية بشكل كبير جداً، وينتج عن التظليل عدم وصول الضوء اللازم لنمو الأزهار و الثمار ويزيد جفاف الأفرع.

شارك