ماذا تعرف عن مخاطر الاحتباس الحراري؟ – مدونة عادل عيسي

أشعر بالضيق والفزع كلما سمعت عن مخاطر الاحتباس الحراري على المدى البعيد، فكيف سيصبح شكل خريطة العالم بعد أن تذوب جبال الجليد في القطب الشمالي ويرتفع منسوب ماء البحر؟ وما هي تبعاته على القطاع الزراعي بالأخص؟ نعلم جميعاً أن أول ما يتأثر بنقص المياه أو الفيضانات أو حتى التغييرات المناخية هو القطاع الزراعي. وماذا بعد…

بواسطة.

شارك

مشاكل الاحتباس الحراري

أشعر بالضيق والفزع كلما سمعت عن مخاطر الاحتباس الحراري على المدى البعيد، فكيف سيصبح شكل خريطة العالم بعد أن تذوب جبال الجليد في القطب الشمالي ويرتفع منسوب ماء البحر؟ وما هي تبعاته على القطاع الزراعي بالأخص؟

نعلم جميعاً أن أول ما يتأثر بنقص المياه أو الفيضانات أو حتى التغييرات المناخية هو القطاع الزراعي.

وماذا بعد تأثر الزراعة؟

بالطبع سيقل الغذاء!

وهل سيتسبب نقص الغذاء في ظهور مجاعات؟

هل سيؤثر ذلك الأمر على صحة الإنسان؟

هل سيتغير النظام البيئي وتنتشر الآفات والحشرات في المحاصيل؟

وما مصير الحيوانات والكائنات البحرية بعد كل التغييرات المائية والمناخية المتلاحقة؟

هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم فهيا بنا نبدأ سوياً.

ماذا يعنى الاحتباس الحراري وما هي أهم أسبابه؟

الاحتباس الحراري هو ارتفاع متوسط درجات الحرارة على سطح كوكب الأرض نتيجة ارتفاع نسبة بعض الغازات الدفيئة في الجو مثل غاز الميثان وغاز ثاني أكسيد الكربون، وترجع زيادة الغازات الدفيئة إلى أسباب بشرية في المقام الأول وأسباب طبيعية (وهي لا تمثل سوى نسبة بسيطة جداً من الأسباب)، ومن أهم الأسباب البشرية التي أدت إلى ظهور تلك الظاهرة الآتي:

  1. أدت الثورة الصناعية إلى ظهور العديد من الملوثات والممارسات التي ساعدت في زيادة الغازات الدفيئة بشكل كبير للغاية، ومع الوقت زادت نسبة النفايات الناتجة من الصناعات المختلفة وزاد معها غاز ثاني غاز أكسيد الكربون وغاز الميثان.

  2. زيادة بعض ملوثات الهواء في الغلاف الجوي للكرة الأرضية نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية.

  3. توليد الكهرباء وما ينتج عنه من الوقود المحترق يسبب ارتفاعاً في نسب الغازات الدفيئة.

  4. تصنيع مواد البناء وأهمها صناعة الأسمنت والذي ينتج عنه ارتفاع في مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

  5. هناك بعض الأساليب المتبعة في عملية الزراعة التي تؤدي إلى زيادة نسب الغازات الدفيئة وأهمها غاز الميثان، وذلك عند استخدام بعض أساليب الري الغير مناسبة والإفراط في استهلاك الأسمدة.

وأما الأسباب الطبيعية والتي لا دخل للإنسان فيها فهي كالآتي:

  • الانصهار الطبيعي للقمم في الجبال الجليدية.

  • وجود النمل الأبيض وهو من مصادر انبعاث غاز الميثان.

  • الأنشطة البركانية.

  • تحلل الحيوانات والنباتات بعد موتها.

اس الحراري على القطاع الزراعي

يتأثر القطاع الزراعي عند تغيير الظروف المناخية وحدوث بعض التقلبات الغير معتادة في الطقس، كما تقل المحاصيل عند وجود مشاكل الري المتعددة من نقص وتلوث وزيادة ملوحة المياه المستخدمة في الري، ومن أبرز مخاطر الاحتباس الحراري هي التغييرات المناخية وارتفاع منسوب مياه البحر المالحة وذوبان جبال الجليد، وتلك المعوقات ستسبب في المزيد من مشاكل البنية التحتية المائية، وسينعكس ذلك كله على إنتاجية المحاصيل الأساسية مثل القمح والأرز والذرة، وباقي المحاصيل الإستراتيجية المطلوبة في الأسواق الدولية مثل محاصيل الموالح ومحاصيل المانجو.

وتلك هي أهم تغيرات الطقس التي تنتج من زيادة الغازات الدفيئة في الجو:

  • ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

  • زيادة هطول الأمطاروخاصةً الأمطار الحمضية.

  •  ارتفاع نسب الرطوبة في الجو.

  • ارتفاع معدلات الفيضانات والعواصف.

  • ارتفاع نسب الموجات الحارة والجافة.

ومما لا شك فيه أن مخاطر الاحتباس الحراري على القطاع الزراعي ستكون كبيرة للغاية ولابد من دراسة الأسباب وإيجاد الحلول قبل تفاقم الأمر، ومن أبرز مخاطر الاحتباس الحراري على الزراعة الآتي:

  1. يتسبب الجفاف الناتج عن الاحتباس الحراري في حدوث المزيد من الحرائق في الغابات والأراضي المزروعة.

  2. تقل عملية النمو في النباتات وتقل إنتاجية المحاصيل الزراعية.

  3. تزداد احتمالية وجود الآفات والحشرات التي تهاجم الأشجار وتقلل من إنتاجيتها بشكل ملحوظ.

  4. ضعف الأشجار و هشاشتها وسهولة تدميرها بفعل الرياح والأعاصير الناتجة عن الاحتباس الحراري.

  5. تقل جودة المحاصيل مع انخفاض محتوى النيتروجين والبروتين في النباتات مثل ما يحدث في محاصيل فول الصويا والبرسيم، وذلك عند زيادة معدلات الاحتباس الحراري وارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون.

  6. زيادة الحشائش والأعشاب الضارة والتي ستصبح مأوى للعديد من الآفات والفطريات.

  7. تقل القيمة الغذائية في المحاصيل نتيجة زيادة مستوى ثاني أكسيد الكربون؛ حيث ترتبط زيادته بانخفاض تركيز بعض المعادن الأساسية والبروتين في بعض النباتات مثل القمح والأرز وفول الصويا.

مخاطر الاحتباس الحراري على الإنسان

من المرجح أن تتأثر صحة الإنسان بسبب الاحتباس الحراري وتبعاته على القطاع الزراعي، ومن أكثر تلك الأضرار الآتي:

  • قلة الغذاء على المستوى المحلي والعالمي، وعدم القدرة على تحقيق الأمن الغذائي أو توفير المحاصيل الأساسية.

  • تقل جودة الغذاء نتيجة قلة قيمة وجودة المحاصيل الزراعية.

  • تهدد صحة الإنسان نتيجة استخدام المبيدات الحشرية بكثرة للتخلص من الآفات.

  • يقل الإنتاج الحيواني نتيجة قلة دعم الأبقار والماشية؛ وذلك بسبب انخفاض قيمة الغلال والحبوب بارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون.

  • تقل عملية نقل وتوصيل الأغذية بين البلدان نتيجة التغيرات الجوية القاسية وصعوبة الاستيراد والتصدير.

  • تتسبب زيادة أسعار الغذاء الناتجة عن قلة توافره وصعوبة توصيله في حدوث بعض المجاعات وخاصةً في الدول النامية.

وهناك بعض الحلول لمواجهة مخاطر الاحتباس الحراري ومنها:

1: تقليل الغازات الدفيئة: تتطلب مواجهة مخاطر الاحتباس الحراري العمل على تقليل تلك الغازات الدفيئة التي تدق ناقوس الخطر وبشدة، ومن أهم سبل النجاة من هذا الكابوس هو تقليل تلك الغازات باتباع الآتي:

  • الحد من استهلاك المنظفات المنزلية التي تنتج من النفط في الأساس.

  • تقليل الاعتماد على السيارات التي تعمل بالوقود.

  • الاعتماد على الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية التي لا تضر الغلاف الجوي.

  • التوسع في استخدام الألواح الشمسية على أسقف المنازل.

  • الحد من استخدام الأسمدة والمواد الكيميائية الثقيلة في عمليات الزراعة.

  • تقليل الاعتماد على المواشي في الغذاء.

  • الاعتماد على السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربية كبديل عن المواد البترولية.

  • تقليل استهلاك التكييف والمدفأة في المنزل وذلك بالقيام بعزل الأسقف؛ فتقل بذلك درجة الحرارة المرتفعة في الصيف ويصبح المنزل أكثر دفئاً في الشتاء.

2: زيادة الاستصلاح الزراعي: يجب أن يتم تعويض الفاقد السنوي من الغابات المحترقة نتيجة الاحتباس الحراري بإتباع الآتي:

  • التوسع في زراعة الأراضي الصحراوية الجديدة.

  • استخدام المزيد من الصوب الزراعية لضمان حماية المحاصيل الزراعية من الأمطار المتزايدة والعواصف.

  • تشجيع العمل بشكل فردي وجماعي على الحفاظ على استعادة التوازن البيئي بعد تدهور الزراعة، وذلك بزراعة الأشجار أمام المنازل وعلى الأسطح.

3: التوعية المجتمعية: جميعنا مسؤول على منبره، فنحن بصدد كارثة غير مسبوقة تهدد القطاع الزراعي وصحة الإنسان والحيوان، ولمواجهة ذلك الأمر يجب علينا توعية وتثقيف العامة عن أهمية تقليل انبعاثات التلوث الكربوني وما له من تبعات خطيرة على الجميع بلا استثناء.

4: ترشيد استهلاك الطعام: من الآن فلاحقاً علينا أن نقلل من الطعام المُهدر بشكل يومي؛ حيث تمثل تلك البقايا 8-10% تقريباً من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لذلك يجب أن نحافظ على البيئة من تلك الفضلات اليومية.

5: وقف الزحف العمراني: لم يعد تجريم الزحف العمراني على الأراضي الزراعية مجرد اقتراح للحفاظ على التوازن البيئي فحسب، بل أصبح ضرورة للحماية من مخاطر الاحتباس الحراري وتبعاته التي سبق ذكرها.

شارك