تتصارع الأحداث العالمية كل يوم ومع احتدام المشاكل الاقتصادية والزراعية وزيادة الكثافة السكانية تأتي مشاكل الأمن الغذائي بالتبعية؛ فمع زيادة السكان وتهدد الزراعة بسبب التغيرات المناخية والأمراض والآفات التي تهاجم المحاصيل يتهدد الأمن الغذائي.
وسبق وقد ذكرنا العديد من المشاكل التي تهاجم الزراعة وأهم الحلول لمكافحتها، واليوم سنتناول موضوعاً هاماً في مسببات تدهور الزراعة في مصر والعالم أجمع ألا وهو الحشائش، سنتحدث عن أضرار الحشائش على المحاصيل الزراعية، وكيف نتمكن من القضاء عليها فهيا بنا نبدأ.
أضرار الحشائش على المحاصيل الزراعية
تؤثر الحشائش على المحاصيل بشكل سلبي للغاية؛ حيث أن وجود الحشائش في بساتين الفاكهة والأراضي الزراعية يقلل من الإنتاج بما تسببه من أضرار تفوق الأضرار التي تسببها بعض الأمراض الفطرية والبكتيرية والآفات والحشرات المختلفة.
وتتمثل أضرار الحشائش في كونها ملجأ للحشرات، والآفات، والقوارض والديدان التي تهاجم المحاصيل وتسبب فساد الثمار، كما أن الأعشاب الضارة والحشائش التي تنمو بجانب المحاصيل تقاسم النباتات المزروعة في ضوء الشمس والماء و مغذيات التربة ، فالحشائش تستهلك أضعاف ما تستهلكه الأشجار من الغذاء والماء فتقلل من فرصة نمو النبات بشكل صحي، وتقلل من جودة المحاصيل والإنتاج أيضاً، وهناك بعض الأنواع من الحشائش والأعشاب التي تقوم بإفراز بعض أنواع السموم التي تضر النبات وتؤثر على جودة الثمار وضعف المحاصيل.
وتختلف أضرار الحشائش على المحاصيل الزراعية على حسب الآتي:
-
نوع الحشائش: تختلف درجة خطورة الحشائش باختلاف نوعها.
-
ميعاد ظهور الحشائش: كلما كان التخلص من الحشائش الضارة مبكراَ كلما قلت الأضرار الناتجة عن نموها على المحاصيل.
-
نوع المحاصيل: تختلف قدرة المحاصيل على منافسة الحشائش.
-
كثافة الحشائش: تزيد أضرار الحشائش كلما زادت كثافتها؛ فزيادة كثافة الحشائش تزيد من تأثيرها على نمو الثمار وجودتها كما تزيد من التكلفة المادية للتخلص منها.
-
العوامل الجوية: تنمو الحشائش وتنتشر عند تعرض المحاصيل لبعض التقلبات الجوية.
أضرار الحشائش على صحة الإنسان
لا تقتصر أضرار الحشائش على المحاصيل فقط؛ حيث أنها تؤثر على صحة الإنسان بأشكال مختلفة مثل:
-
تنمو بعض الحشائش السامة في محاصيل القمح، وتظل الإفرازات السامة في القمح حتى يتحول إلى دقيق يستخدمه البشر في الخبز، ومما لا شك فيه فإن هذا القمح غير صالح للاستهلاك الآدمي وهذه الإفرازات السامة يمكن أن تؤدي إلى وفاة من يتناول هذا الخبز.
-
تعمل بعض الحشائش على إصابة البشر ببعض أنواع الحساسية.
-
بعض الحشائش التي تنمو في محاصيل الثوم والبصل والتي تتغذى عليها المواشي تؤدي إلى تغيير في رائحة اللبن ومنتجاته من الجبن والزبد.
-
تعمل بعض الحشائش على زيادة الرطوبة في المحاصيل مما يؤدي إلى تلفها وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي.
-
تُشكل الحشائش وخاصةً الكثيفة منها خطراً يهدد العمال عند العمل في البساتين والأراضي الزراعية نظراً لما تحويه من أشواك.
-
يتضرر الإنسان من الناموس والحشرات الناتجة عن نمو الحشائش.
-
يتضرر العاملون في مجال الصيد من الحشائش النامية في الأنهار مثل حشائش ورد النيل، والتي تعيق الحركة والصيد وتعمل على انسداد الجسور.
ما هي أهم طرق مكافحة الحشائش؟
حاولت الكثير من الدول النامية والمتقدمة في مكافحة الحشائش بطرق مختلفة على مدار السنين، منها الطرق التقليدية البسيطة ومنها الطرق الأكثر تطوراً وتكلفة، ومن أهم طرق الحد من أضرار الحشائش:
1: الطرق الميكانيكية: وتُعد هذه الطريقة من أقدم الطرق المعروفة للتخلص من الحشائش وخاصةً في البلاد النامية، ويتم فيها إزالة الحشائش الضارة باستخدام اليدين ( ولم تعد هذه الطريقة تُستخدم بكثرة) أو بتعريض الحشائش لدرجات حرارة مرتفعة مثل اللهب أو التشميس، أو بغمر الماء فوقها لعدة أسابيع، ولم تعد تلك الطرق اليدوية شائعة مثل الماضي؛ وذلك لأنها تتطلب عمالة وتكاليف كما يفضل العمال الهجرة للمدن بدلاً من الأعمال الزراعية الشاقة.
2: استخدام مبيدات الأعشاب: بعد أن قل استخدام الطرق اليدوية في إزالة الحشائش والأعشاب بدأت الاتجاهات نحو استخدام مبيدات الأعشاب والقضاء على الحشائش كيميائياً، وأصبحت مبيدات الأعشاب هي الطريقة المثالية للقضاء على أضرار الحشائش، فتقوم المبيدات بمنع الحشائش من إفراز المواد السامة التي تفتك بالمحاصيل، كما أن استخدامها يوفر على المزارعين حرث التربة قبل الزراعة.
ويُراعى الآتي عند استخدام مبيدات الحشائش:
-
يجب على المزارعين الحرص على استخدام المبيد بتركيزه المطلوب وإضافة كمية الماء المحددة فقط.
-
يُنصح بالري مباشرةً بعد رش مبيدات الأعشاب.
-
يٌفضل استخدام المبيدات الجهازية لحماية المحاصيل من أضرار الحشائش المعمرة.
-
يجب مراعاة تنوع التربة واختلاف حاجتها للمبيدات.
-
من الأفضل أن يتم دمج عدة أنواع من المبيدات وعدم الاقتصار على نوع واحد فقط.
3: منافسة الأعشاب الضارة: وتُعد هذه الطريقة من أهم الطرق وأكثرها شيوعاً لمكافحة الحشائش التي لا تستجيب للمبيدات، وتتمثل هذه الطريقة في زيادة القدرة التنافسية للمحاصيل بعدة طرق ومنها:
-
استخدام المحاصيل ذات القدرة العالية على منافسة الأعشاب والحشائش.
-
تضييق المسافات بين الخطوط عند البدء في الزراعة.
-
المكافحة الحيوية باستخدام الأعداء الطبيعية للحشائش من الحشرات.
بعض النصائح حول الاستخدام الآمن لمبيدات الحشائش
بعد أن تعرفنا على أهم طرق مكافحة الحشائش، وأثبتت التجربة أنه لا غنى عن استخدام مبيدات الحشائش في كل برامج المكافحة؛ حيث أن الطرق اليدوية البدائية لم تعد تثبت فعاليتها وطريقة استخدام الأعداء الطبيعية للأعشاب لم تنجح في مصر بالشكل الكافي، فأصبح استخدام المبيدات هو أمثل الحلول.
ولكن هناك بعض النصائح والإرشادات عند استخدام مبيدات الأعشاب لنتمكن من القضاء عليها دون الضرر بصحة الإنسان أو خسارة المحاصيل أو حدوث أضرار على البيئة، ومن أهم التعليمات الآتي:
-
يُنصح بالتعرف على نوع الحشائش التي تنمو حول المحاصيل أولاً؛ لاختيار نوع المبيد اللازم للقضاء عليها.
-
الحرص البالغ على نظافة الآلات المستخدمة في الرش وغسلها جيداّ قبل الرش وبعده.
-
يجب اتباع التعليمات الصادرة من وزارة الزراعة على زجاجات المبيد للحصول على أفضل النتائج وتجنب الخسائر.
-
الحرص على شراء المبيدات من مصادر موثوقة مثل الجمعيات الزراعية، وتجنب استخدام الزجاجات المجهولة المصدر.
-
تحديد مواعيد رش المبيدات، وعدم رش المبيدات أثناء الأمطار أو عند هبوب الرياح وارتفاع درجة الحرارة.
-
توخي الحذر عند الرش والحرص على عدم خلط مبيدات الحشائش مع مبيدات الآفات أو الأسمدة الأخرى.
-
عدم الاستهانة بميعاد رش المبيدات أو بالجرعة اللازمة.
-
توخي الحذر عند رش المبيدات والتأكد من وصول المبيد لكل المساحات التي تنمو بها الحشائش.
-
التأكد من عدم انتهاء صلاحية المبيدات المستخدمة.
-
التأكد من جودة الات الرش والخراطيم المستخدمة وخلوها من الثقوب؛ لضمان عدم تسرب المبيدات.
-
الحرص على تدريب العمال على طرق الرش الصحيحة.
-
الحرص على استخدام مياه عذبة ونظيفة مع المبيد؛ لأن المياه الملوثة بحبيبات التراب أو الأملاح الزائدة يمكن أن تتفاعل مع المبيد أو تسد البشاير فلا نحصل على النتائج المرجوة.
-
يُنصح بإذابة المبيدات مع الماء في وعاء نظيف أولاً وبعد التقليب الجيد نضعها في الآلات ونبدأ بالرش.
-
يجب مراعاة سرعة وانتظام عملية الرش؛ لضمان وصول نفس كمية المبيد لكافة الأنحاء.