يمر النبات بمراحل مختلفة منذ وضع البذرة الصغيرة في التربة حتى النضج الكامل، وتختلف مدة تلك المراحل من نبات لآخر، وتختلف الظروف البيئية والمناخية أيضأً، كما تتباين أشكال وألوان وأحجام الثمار والأشجار، وتختلف حاجة كل نبات للمياه والضوء ودرجة الحرارة والأملاح المعدنية، ولكن تظل مراحل نمو النبات 4 مراحل فيها يتطور النبات ويزداد حجمه ويتغير شكله حتى يعطي الثمار التي يتم حصادها، ويتجدد نمو المزيد من النباتات بعد عملية التكاثر، سنتعرف في مقالنا اليوم على مراحل نمو النبات، والانتشار الطبيعي للبذور، والعوامل المؤثرة في تلك المراحل.

المراحل الأربعة لنمو النبات

1: مرحلة البذور: يبدأ النبات حياته كبذرة ثم يمر بمراحل متتالية مع النمو، وتتميز البذور بصغر حجمها وصلابتها نتيجة وجود غشاء خارجي يحفظها من التلف، وتحتوي البذور على الجنين  بداخلها ولكنه في حالة سبات، ولكي يبدأ النبات في النمو بشكل صحي يجب أن تكون البذور صالحة للزراعة، ولذلك احرص على شراء البذور من المشاتل الزراعية الموثوقة، وهذه هي أهم الشروط اللازم توافرها في البذور عند شرائها:

• يجب أن تكون البذور جميعها بنفس الشكل واللون والحجم.

• يجب أن تكون البذور خالية من الفطريات والبكتيريا والآفات.

• يجب أن تكون البذور جافة ونظيفة وخالية من الأتربة.

• يجب أن تتميز البذور بالحيوية والقدرة على الإنبات.

وبعد اختيار البذور وتجهيز التربة المناسبة لكل محصول بالحرث المتكرر، وإضافة الأسمدة العضوية اللازمة للتربة لكي تزيد خصوبتها، وتوفير البيئة المناسبة لنمو النبات من درجة حرارة، وحماية من الرياح بواسطة مصدات الرياح، وتوفير مصدر ثابت للماء العذب، وبعد ذلك يتم وضع البذور في التربة وننتظر حتى تأتي المرحلة التالية.

2: مرحلة الإنبات: تُعد هذه المرحلة أولى مراحل ظهور النبات خارج سطح التربة في شكل ساق صغير وأوراق بسيطة خضراء اللون، وفي هذه المرحلة يتغير وضع جنين البذرة من حالة السبات إلى حالة النشاط والحيوية، وفي هذه المرحلة تتحول البذرة إلى نبتة صغيرة الحجم بعد امتصاص البذرة للماء من التربة الرطبة المروية بالماء الكافي، فتنتفخ البذرة وينقسم الغلاف الصلب المحيط بها ويبدأ النبات في التعبير عن نفسه ككائن حي يتنفس ويتغذى وينمو بالتدريج ويخرج من ظلام التربة إلى النور الخارجي.

وبعد أن تبدأ ملامح النبات في الظهور فوق سطح التربة بأجزائه الصغيرة الحجم و يتعرض لضوء الشمس المباشر، تبدأ أهم عملية حيوية في حياة النبات وهي عملية البناء الضوئي، وفيها يبدأ النبات في الحصول على غذائه وتصنيعه بنفسه من خلال تحويل الطاقة الشمسية إلى غذاء يستفيد منه وتتوالى مراحل نمو النبات حتى يُحصد ثماراً.

ومن الجدير بالذكر أن هذه البراعم الحديثة النمو في هذه المرحلة تحتاج لرعاية واهتمام أكثر من احتياج النبات في باقي المراحل؛ وذلك لأن هذه البراعم حساسة وحجمها صغير ويمكن أن تتلف أو تتكسر إن لم يتم التعامل معها بحرص وعناية شديدة.

3: مرحلة البلوغ: بعد أن تنمو البراعم الصغيرة ويزداد حجمها شيئاً فشئ يصل النبات لمرحلة البلوغ، وفيها تظل الشتلات في طريقها للنمو حتى تصل لمرحلة تمام النضج، وتبدأ احتياجات النبات من الهواء والماء ومغذيات التربة في الازدياد، كما تزداد حاجته لمساحات كافية من التربة ليزداد حجمه الطبيعي دون حدوث التشابك بين أفرع الأشجار وبعضها البعض، وفي هذه المرحلة يصلح النبات للنضج الكامل الذي يمكنه من التكاثر للبقاء والاستمرار.

وفي هذه المرحلة تتشعب الجذور وتصبح أقوى من ذي قبل ويزداد حجمها وصلابتها في التربة، كما يزداد حجم الفروع والأوراق ويبدأ النبات في إنتاج الأزهار ليستعد للمرحلة التالية وهي مرحلة التكاثر.

4: مرحلة التكاثر: تبدأ أزهار النبات في التفتح والاستعداد لموسم التلقيح الطبيعي لإتمام عملية التكاثر، وتتم عملية التلقيح الطبيعي للنبات بمساعدة الرياح التي تقوم بنقل حبوب اللقاح من الأعضاء الذكرية للنبات والتي تُسمى (المتك) إلى الأعضاء الأنثوية والتي تُسمى (الميسم)، وبعد أن تتم هذه العملية بنجاح بمساعدة الرياح والحشرات ويتم إنتاج البذور تُعاد دورة حياة النبات، وذلك بعد انتقال البذور من النبات الأم بطرق مختلفة لتبدأ مراحل نمو النبات لكل بذرة من جديد.

مرحلة الانتشار الطبيعي للبذور

بعد اكتمال مراحل نمو النبات الأربعة وإتمام عملية التكاثر وإنتاج البذور الجديدة يأتي السؤال كيف ستصبح هذه البذرة نباتاً ناضجاً وحدها؟، هل ستسقط بجانب النبات الأم وتنمو بجوارها؟،

أم هل سيتم نقلها؟، وكيف سيتم النقل؟، هذا ما سنجيب عنه الآن.

إن البذور التي تسقط بجوار الشجرة الأم لن تكتمل مراحل نموها؛ حيث أنها لن تحصل على ما يكفيها من مغذيات التربة وضوء الشمس والمياه، ويتم انتقال البذور الجديدة طبيعياً إلى مناطق مختلفة وبعيدة عن النبات الأم لتبدأ دورة حياة جديدة بواسطة:

1:الرياح: تقوم الرياح بنقل بذور بعض النباتات مثل نبات الهندباء و خشب القطن لمسافات طويلة، ثم تسقط تلك البذور وتنتشر في أماكن مختلفة لتبدأ مراحل نمو النبات الجديد.

2: المياه: تنتقل العديد من بذور الأشجار التي تنمو بجوار ضفاف الأنهار عبر المياه إلى أماكن متفرقة، فنجد البذور تطفو على سطح الماء وتبتعد عن النبات الأم حتى تصل لأماكن مختلفة وتبدأ في النمو الطبيعي، ومن أشهر البذور التي تنتقل عبر ماء النهر هي بذور أشجار الكوهاي.

3: الحيوانات: تقوم الحيوانات والطيور بنقل البذور عن طريق تناولها ثم إخراجها مع الفضلات فتنتشر البذور بتلك الطريقة في أماكن بعيدة جداً عن النبات الأم، وهذه من أشهر الطرق الطبيعية لانتقال البذور في الغابات.

ما هي العوامل المؤثرة على مراحل نمو النبات؟

تعددت العوامل المؤثرة على مراحل نمو النبات فمنها العوامل الوراثية ومنها العوامل البيئية.

1: العوامل الوراثية: في بعض الأحيان نجد المزارع يشكو من ضعف إنتاج المحاصيل وقلة جودتها بالرغم من الاهتمام الفائق بالزراعة وطرق الري والتسميد وتجهيز التربة، وفي هذه الحالة يكون السبب هو ضعف البذور أو النبات الأم وانتقال بعض الصفات الوراثية مثل صغر الحجم أو بطء النمو عبر أجيال النبات فيما بعد، ولهذا السبب ننصح المزارع بالحرص عند انتقاء البذور والحصول على أجود الأنواع لضمان جودة المحاصيل.

2: العوامل البيئية: وهي العوامل الأكثر تأثيراً في مراحل نمو النبات المختلفة، ومن أهم هذه العوامل:

• الماء: يُعد الماء أهم العوامل البيئية التي تؤثر في مراحل نمو النبات، والعمل على توفير الماء العذب بطرق الري الحديثة أحد سبل الحفاظ على المحاصيل.

• مغذيات التربة: يحتاج النبات للعديد من العناصر اللازمة لنموه وأهمها عنصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم وغيرهم، ومن الواجب أن يتم إضافة الأسمدة العضوية وبعض الأسمدة الكيميائية لمد التربة بما ينقصها من هذه العناصر لتلبي حاجة النبات.

• درجات الحرارة: يجب أن يتم تنظيم درجات الحرارة في الأماكن المفتوحة ببناء مصدات الرياح التي تقلل من حدة الرياح ودرجات الحرارة، وفي الصوب الزراعية المغلقة أيضاً باستخدام المكيفات أو المدفأة؛ حيث تختلف حاجة كل نبات عن الآخر للحرارة والرطوبة والضوء، ويتأثر النمو عند تغيير درجات الحرارة عن الظروف المعتادة.