تُعد المانجو من الفاكهة الاستوائية التي تنمو وتزدهر في فصل الصيف حيث درجات الحرارة المرتفعة، وتصيبها بعض الأمراض الفطرية والبكتيرية عند انخفاض درجات الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة،
كما أن التربة الرملية هي التربة المثالية لأشجار المانجو، ولذلك فالبيئة الصحراوية ذات درجات الحرارة العالية والتربة الرملية قليلة الخصوبة هي البيئة المناسبة لزراعة أشجار المانجو.
وعلى الرغم من أن المانجو فاكهة لا تتطلب العديد من سبل العناية والأسمدة، إلا أنها تحتاج إلى المزيد من الصبر عند زراعتها لأول مرة، فنجد المزارع يجني ثمارها بعد 7 سنوات فأكثر.
فكيف نهيئ التربة الرملية لزراعة المانجو؟
وما هي الأسمدة المطلوبة طوال فترات نمو الأشجار؟
هذا ما سنتعرف عليه في مقال اليوم..
التربة المناسبة لزراعة أشجار المانجو
يوصي المختصون بزراعة المانجو باختيار التربة أولاً وتجهيزها قبل البدء في الزراعة، وأهم ما يميز التربة التي تصلح لزراعة المانجو أن تكون تربة صفراء (رملية خفيفة) ذات حموضة معتدلة وتصريف جيد، كما تصلح التربة الجيرية والتربة البركانية للزراعة، ولكن تظل التربة الرملية معتدلة الحموضة هي الأفضل، لذلك تنتشر زراعة المانجو فى الصحراء والمناطق الاستوائية الحارة.
وتأتي بعد ذلك خطوة تجهيز التربة للزراعة وذلك بالتخلص من الحشائش بالحرث الجيد وتقليب مكونات التربة، ولا ننسى خطوة إضافة السماد الطبيعي (الذي يُصنع من روث الحيوان وهو هام جداً للتربة حيث يحتوي على نسب عالية من عنصري الفسفور والبوتاسيوم)، وبعد ذلك تسوية التربة وتقسيمها على حسب عدد الأشجار المُحدد زراعتها، وتأتي الخطوة الهامة وهي محاوطة الأشجار بمصدات الرياح للحفاظ على أشجار المانجو الصغيرة من الرياح الشديدة وخاصةً إن كانت الرياح مُحملة بالرمال؛ حيث يمكن للرياح أن تقتلع أشجار المانجو من جذورها أو تُكسر فروعها الهشة صغيرة السن.
زراعة المانجو في الصحراء ودرجات الحرارة المرتفعة
تحتاج أشجار المانجو لدرجات الحرارة المرتفعة، ولضوء الشمس أهمية كبيرة أثناء زراعة المانجو للقيام بعملية البناء الضوئي فيتغذى النبات وينمو سريعاً، ويٌعد المكان المشمس الذي يصله أشعة الشمس جيداً في الصباح هو المكان المناسب للزراعة، ولكن عند بداية نمو أشجار المانجو علينا أن نحافظ على النبات من الدرجات المرتفعة نسبياً؛ حيث أن الأشجار الصغيرة جذورها رقيقة وفروعها هشة وبالتعرض المستمر للدرجات المرتفعة سيتضرر النبات ويصيبه الحروق الشمسية.
وأفضل حل هو الزراعة في مكان مشمس وترك الأشجار في فترة الصباح تتنفس وتستفيد بأشعة الشمس، ومع زيادة درجات الحرارة في الظهيرة علينا استخدام القماش المظلل بنسبة 50% وخاصةً في أول عامين من عمر الأشجار.
وتتحمل الأشجار ما يقرب من 48 درجة مئوية في أيام الصيف شديدة الحرارة، ولكن التعرض المستمر لتلك الدرجات المرتفعة يمكن أن يؤثر سلباً على الأشجار وخاصةً الصغيرة منها، وتُعد درجة الحرارة المُثلى لنمو أشجار المانجو هي 24 إلى 30 درجة مئوية.
وعند حلول الشتاء وانخفاض درجات الحرارة تأتي المشكلة الأكبر، فأشجار المانجو لا تتحمل الصقيع ودرجات الحرارة المنخفضة أبداً؛ فأشجار المانجو الصغيرة يمكن أن تموت بشكل سريع إذا تعرضت لمجرد بضع ساعات لدرجة حرارة صفر مئوية، وأما الأشجار الكبيرة فيمكنها أن تتحمل الانخفاض الذي يصل لتحت الصفر بأربع درجات.
وتعمل مصدات الرياح على الحفاظ على الأشجار من درجات الحرارة المنخفضة وتقليل خطر موت الأشجار الصغيرة التي لا تتحمل البرودة.
التسميد اللازم لزراعة المانجو في الصحراء
بعد التأكد من حموضة التربة المعتدلة في التربة الصحراوية، وتجهيزها بالحرث والتقليب والتخلص من الحشائش، تأتي خطوة التسميد وهي من أهم الخطوات التي تلي تجهيز التربة ويشمل التسميد العضوي والمعدني.
والتسميد العضوي هو خلط السماد الطبيعي المصنوع من روث الحيوانات مع الفوسفات بنسب معينة، ويُفضل إضافته طوال فصل الخريف حتى بداية فصل الشتاء، و يُضاف السماد في أعماق التربة، وتكمن أهمية التسميد العضوي في الآتي:
- يعمل السماد العضوي (الطبيعي) الغني بالفسفور والبوتاسيوم على تحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية للتربة، ويعمل على تحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بماء الري ومقاومة الجفاف.
- الحفاظ على جودة التربة وتهويتها ودرجة حموضتها ومنع التغير في الأس الهيدروجيني لها.
- الحفاظ على المسافات البينية بين حبيبات التربة ومنع عملية التصخر فيها.
- تحسين عملية نمو الأشجار بصورة أكثر حيوية بعد تحفيز القيام بعملية البناء الضوئي بسلاسة.
- رفع طاقة التربة الإنتاجية: تزداد خصوبة التربة بعد تحسين خصائصها الفيزيائية والكيميائية أيضاً، وبزيادة الخصوبة يتحسن نمو الأشجار ويزداد النشاط الحيوي داخل الأنسجة وينعكس ذلك كله على زيادة المحاصيل ورفع الطاقة الإنتاجية للتربة.
وأما التسميد المعدني فيشمل الآتي:
- التسميد الآزوتي.
- التسميد الفوسفاتي.
- التسميد البوتاسي.
- التسميد باستخدام محاليل العناصر الأخرى.
وتُعد المانجو من الأشجار التي لا تتطلب المزيد من الأسمدة المعدنية؛ حيث تعمل الأسمدة التي تزيد عن الحد المطلوب على تأخر إنتاج الأشجار لثمار المانجو فتقل القدرة الإنتاجية للأشجار وتقل قيمتها الاقتصادية.
ومن أهم العناصر التي تحتاجها أشجار المانجو وتتوافر في الأسمدة المعدنية هي:
- النيتروجين: يُعد النيتروجين من أهم العناصر اللازمة لنمو الأشجار وزيادة المحصول، ولابد من استخدامه بكثرة لتعويض فقده الدائم من التربة مع ماء الصرف.
- الفسفور: ويُستخدم بكميات قليلة بالمقارنة بالنيتروجين فيتم إضافته مرة أو مرتين فقط في العام، ولا يتم فقده من التربة بسهولة مثل ما يحدث في فقد النيتروجين، ويُفضل استخدامه مع الكبريت والسماد العضوي فيسهل الامتصاص، وفي التربة الرملية في الصحراء لا يجب أن نفرط من استخدامه؛ حيث يؤدي تراكمه في التربة الرملية إلى خفض نسب عنصري الزنك والنحاس.
- البوتاسيوم: يُعد البوتاسيوم من أهم العناصر اللازمة لنمو النبات والواجب توافرها في الأسمدة المعدنية، ويلي النيتروجين في أهمية إضافته لأشجار المانجو، فيعمل البوتاسيوم على تصنيع سكريات النبات ومواده النشوية وكذلك السليلوزية، فيُحسن بذلك من عملية امتصاص الماء والمواد المغذية من التربة عبر جذور النبات، ويزيد من فعالية الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية أيضاً، وبذلك يتم الاستفادة بأكبر قدر ممكن من الأسمدة المعدنية فتقوم الأشجار بعملها بكفاءة وتتحسن جودة الثمار المنتَجة.
وهناك بعض النصائح للمبتدئين في زراعة المانجو في الصحراء مثل:
- يُفضل ري الأشجار في الصباح الباكر أو عند حلول المساء، ولا يُفضل الري في الظهيرة في الأراضي الصحراوية؛ لتجنب حدوث الحروق لأوراق الأشجار.
- الحفاظ على نظافة الفلاتر المستخدمة.
- يُنصح بدهان جذوع أشجار المانجو بالبلاستيك أثناء مرحلة النمو للحفاظ عليها من أشعة الشمس الحادة.
- وقف رش الأسمدة والمبيدات أثناء هطول الأمطار.
- الري مباشرةً بعد سقوط الأمطار لعدم السماح بتكون الأملاح على الجذور.
- تجنب غمر التربة بالمياه للحفاظ عليها من التعفن.
- الالتزام بالتركيزات المكتوبة على مبيدات الرش الفطرية والحشرية؛ للحصول على نتائج جيدة.
- الحرص على التخلص من الحشائش حول أشجار المانجو.
- على الرغم من أن أشجار المانجو تتحمل الجفاف والبيئة الصحراوية الجافة، إلا أن الحرص على الري بانتظام من أهم سبل الحفاظ على المحصول.
- يُنصح بالتخلص من السرطانات التي توجد أسفل منطقة التطعيم.
- الحرص على تقليم الأشجار الكبيرة للتخلص من التكتلات.
- استخدام القماش المظلل في أوقات الظهيرة لحماية الأشجار من درجات الحرارة المرتفعة.