تلعب الرياح دوراً هاماً في حياة النباتات في المزارع والبساتين؛ حيث تجدد التهوية بين الأشجار فتقل فرصة نمو الفطريات والبكتيريا، كما تقوم بنقل حبوب اللقاح بين الأزهار فتتم عملية التلقيح الطبيعي بنجاح، وتساعد النبات في الحصول على غاز ثاني أكسيد الكربون لتتم عملية البناء الضوئي وينمو النبات بصورة جيدة.
وعلى الرغم من أهميتها التي لا ينكرها أحد إلا أن شدة الرياح يمكنها أن تقتلع الأشجار من جذورها، وتحطم السيقان والأفرع والشتلات الحديثة النمو في معظم الأحيان، ويعاني المزارعون وأصحاب البساتين خاصةً في المزارع التي توجد في الأراضي الصحراوية -حيث تشتد الرياح- من حدة الرياح وآثارها على الأشجار؛ حيث تأتي الرياح مُحملة بالكثبان الرملية التي تدمر المحاصيل، ولكي نتفادى تلك المشكلة كان الحل الأمثل هو زراعة مصدات الرياح، دعني أخبرك في هذا المقال عن مصدات الرياح وأهم أنواعها وأهميتها فهيا بنا نتعرف سوياً.
ما هي مصدات الرياح وما هي أهميتها؟
مصدات الرياح هي الحاجز النباتي المكون من مجموعة من الأشجار العالية المزروعة حول الحقول والبساتين في شكل صفوف، وتقوم تلك المصدات بالتصدي للرياح الشديدة وتقلل من حدتها التي يمكن أن تدمر المحاصيل وخاصةً الشجيرات الصغيرة ذات السيقان والأفرع الغضة.
وتُعد زراعة أشجار مصدات الرياح من أهم الخطوات اللازمة عند التفكير في إنشاء مزارع وخاصةً في الصحراء، ويجب أن يتم زراعتها قبل البدء في زراعة المحاصيل بسنتين أو 3 سنوات؛ حتى تصل أشجار المصدات لأقصى ارتفاع ممكن لتتصدى للرياح وتقلل من حدتها بشكل فعال.
ويجب أن تكون أشجار المصدات ذات مواصفات معينة لتتمكن من مواجهة الرياح الشديدة، ومن أهم مواصفاتها
-
أن تكون تكون أشجار سريعة النمو.
-
أن تكون من الأشجار المستديمة الخضرة.
-
يجب أن تكون من الأشجار المقاومة للأمراض والآفات والحشرات.
-
يجب أن تتحمل درجات الملوحة والجفاف والعطش الشديد.
وتتلخص أهمية مصدات الرياح في تلك الأدوار:
-
حماية المحاصيل الزراعية وزيادة إنتاجها وخاصةً في بساتين الفاكهة.
-
تقليل حدة الرياح القوية.
-
تلطيف درجة الحرارة داخل البساتين.
-
تقليل الماء المهدر من التربة والنبات.
-
حماية حيوانات المزرعة من الرياح الشديدة.
-
حماية التربة الزراعية الخصبة من عوامل التعرية.
ما هي أهم أنواع مصدات الرياح؟
يتم تقسيم مصدات الرياح حسب نوعها إلى:
1: المصدات الحية: وتسمى المصدات الخضراء وتشمل كلاً من:
-
المصدات المؤقتة: وهي عبارة عن أشجار سريعة النمو وتعيش لفترة قصيرة نوعاً ما، ويتم زراعتها لحماية المحاصيل من فعل الرياح بشكل مؤقت حتى يتم نمو المصدات الدائمة، ومن أهم أمثلتها أشجار الذرة وأشجار الخروع.
-
المصدات الدائمة: وهي عبارة عن أشجار يتم زراعتها بعناية شديدة، وهي أشجار معمرة وارتفاعها عالي بالمقارنة بالمصدات المؤقتة، وهي أفضل من باقي أنواع المصدات على الرغم من زيادة التكاليف والرعاية الزراعية عند زراعتها.
2: المصدات الغير حية: وهي مصدات مصنوعة من مواد غير حية (غير خضراء) مثل المصدات المصنوعة من ألواح الخشب، وجريد النخيل، والأغصان الجافة الغير حية مثل أغصان نبات السبط والديس، وتقوم تلك المصدات بحماية الشتلات الصغيرة والنباتات من فعل الرياح المحملة بالأتربة والرمال، ويتم استخدام تلك المصدات بشكل مؤقت حتى يتم استخدام المصدات الدائمة الشاهقة الارتفاع.
كما يتم تقسيم مصدات الرياح على حسب القوة والكفائة إلى تلك الأنواع:
-
المصدات الكثيفة: وتتميز تلك المصدات بكثافتها مع عدم وجود الفتحات، فلا تستطيع الرياح أن تتخلل من خلالها.
-
المصدات الشبكية النفوذة: ويوجد بتلك المصدات بعض الفتحات الموزعة فيها بانتظام، وتقوم الفتحات بتقليل حدة الرياح وتوليد بعض الدوارات الهوائية الضعيفة خلف المصد.
-
المصدات المسكنة نصف النفوذة: وتتميز بوجود فتحات في الجزء السفلي من المصد، وتعمل هذه المصدات على توليد بعض الدورات الهوائية التي سرعان ما تتلاشى خلفها فتقل سرعة الرياح.
ما هي أفضل الأشجار التي تصلح كمصدات للرياح؟
هناك العديد من الأشجار التي تعمل كمصدات رياح جيدة مثل:
1: أشجار الكافور: وهي أحد الأشجار القوية المستديمة الخضرة سريعة النمو، والموطن الرئيسي لها هو أستراليا.
وتشمل أشجار الكافور 3 أنواع مختلفة وهم:
-
الكافور الليموني.
-
الكافور البلدي.
-
الكافور الجومفيسوفلا.
2: أشجار الصنوبر: وتشمل أنواع مختلفة فمنها:
-
الصنوبر الحلبي: وهو من الأشجار المستديمة الخضرة، والموطن الأساسي له هو منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
-
الصنوبر الثمري: يستخدم في المناطق الساحلية لقدرته على تثبيت الكثبان الرملية.
-
صنوبر الداريكا: ينمو في كل أنواع التربة ما عدا الأراضي الغدقة والأراضي المحلية، ويصلح للاستخدام في المناطق شديدة الجفاف.
3: أشجار السرو: وهي أشجار خشبية مستديمة الخضرة، وموطنها الأساسي هي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ويُستخدم كمصد للرياح في الأراضي الفقيرة و الأراضي الجيرية، ويمكنه تحمل التقلبات الجوية المتغيرة ودرجات الجفاف الشديدة.
4: أشجار الصفصاف: تُعد أشجار الصفصاف من أشهر الأشجار التي تنمو على ضفاف الأنهار والترع، و تتميز بأفرعها الطويلة المتدلية على الأرض، وتختلف أطوالها وأشكالها باختلاف أنواعها، وتشمل تلك الأشجار هذه الأنواع المختلفة:
-
الصفصاف الأبيض.
-
الصفصاف الأسود.
-
الصفصاف البابلي.
-
الصفصاف الأذني.
-
الصفصاف الأرجواني.
-
الصفصاف الباكي.
-
الصفصاف البلدي.
-
الصفصاف ذات الأوراق الحادة.
-
الصفصاف الخماسي الأسدية.
-
الصفصاف الخوخي الأوراق.
-
الصفصاف الزاحف.
-
الصفصاف المصري.
-
الصفصاف السلالين.
-
الصفصاف السويسري.
-
الصفصاف الرومي.
-
الصفصاف الهش.
-
الصفصاف المعز.
5: أشجار الأكاسيا: وتُسمى أيضاً بأشجار الميموسس، وتنتمي تلك الأشجار إلى عائلة البقوليات مثل الفاصوليا والبازلاء، وهي أشجار مستديمة الخضرة كثيرة الأشواك وجذعها قصير، وتنمو وتترعرع في الأماكن الدافئة والحارة شديدة الجفاف والموطن الرئيسي لها هي قارة آسيا وأفريقيا.
6: أشجار الحور: وتتميز تلك الأشجار بأوراقها المتساقطة دوماً، وتشمل تلك الأشجار نوعين وهما:
-
أشجار الحور الأبيض: يصل ارتفاعها 30 متر وتتميز بلون القلف الأبيض، والأوراق العريضة المسننة، وتُستخدم تلك الأشجار في التربة الرملية الساحلية والتربة الملحية.
-
أشجار الحور الأسود: ويصل ارتفاعها 25 متر، والموطن الأساسي لها هو قارتي آسيا وأوروبا، و تتميز بشكلها شبه الهرمي وأوراقها مسننة ولها أعناق طويلة.
7: أشجار الكازورينا: وهي أحد الأشجار الخشبية المستديمة الخضرة، وتُعد من أشهر الأشجار التي تُستخدم كمصدات للرياح، ويتم زراعتها أيضاً في الحدائق العامة والمتنزهات وعلى الشواطئ وعلى جانبي الطرق الزراعية؛ ويرجع ذلك لقوة تحملها لدرجات الحرارة المرتفعة ونسب الملوحة العالية في التربة، وأما موطنها الأساسي فهو استراليا.
8: أشجار الغاف: وهي أشجار سريعة النمو وتتميز بأوراقها المتساقطة دوماً، ويمكنها أن تنمو في الأراضي الرملية الجافة، ويصل ارتفاع الشجرة إلى 15 متر تقريباً.
9: أشجار العرعار.
تتميز هذه الأشجار بشكلها المخروطي المنتظم، ويختلف الطول على حسب النوع فهناك أنواع يصل ارتفاعها إلى 24 متر وأنواع أخرى لا تتعدى ال 10 متر، وعلى عكس باقي أشجار المصدات فأشجار العرعار يتم زراعتها في المناطق المعتدلة والباردة لا الصحراوية الحارة.
10: أشجار التويا: وهي أشجار كورية وصينية الأصل، وتتميز بصغر حجمها وارتفاعها لا يتعدى 12 متر ولا يقل عن 7 متر، وهي من الأشجار المستديمة الخضرة ذات الأفرع الهرمية و الأوراق الحرشفية، وتتواجد بكثرة في التربة الرطبة الصفراء.